في استحقاق نقابي حمل بارقة أمل بعودة الطب إلى صورته النبيلة، فاز الدكتور نمر غرزالدين بعضوية نقابة الأطباء في بيروت، ممثلًا صندوق الإعانة والتأمين. الدكتور غرزالدين، الذي كرّس حياته للطب منذ عام 1992، لم يكن طبيبًا فحسب، بل رمزًا للرحمة والعمل الإنساني في الجبل وخارجه.
الدكتور نمر غرزالدين ليس مجرد طبيب أطفال يزاول مهنته منذ أكثر من ثلاثة عقود، بل هو مثال حيّ على ما تعنيه الإنسانية في الطب. إنسانيته لا تُقاس بعدد السنين التي قضاها في خدمة المرضى، بل بحجم الأثر الذي تركه في قلوب من عاينهم، ورافقهم في رحلة العلاج، وخاصة من هم في أمسّ الحاجة للرعاية والدعم.
ما يميز الدكتور غرزالدين هو إيمانه العميق بأن الطب ليس تجارة، بل رسالة تتطلب من الطبيب أن يكون قريبًا من الإنسان، لا فقط من المرض. لم يكن يومًا أسير العيادة أو جدران المستشفى، بل حمل حقيبته الطبية وجال القرى والبيوت، ليصل إلى مريض لا يملك أجرة المعاينة، أو إلى أمّ تنتظر طبيبًا يشخّص حال طفلها دون أن تشعر بالعبء المالي.
يتكفّل الدكتور غرزالدين أحيانًا بدفع ثمن الدواء من جيبه الخاص، لا طلبًا لثناء ولا سعياً للشهرة، بل لأن إنسانيته تفرض عليه ألا يترك محتاجًا دون مساعدة. تلك الروح النبيلة لا تُكتسب من مناهج الكليات، بل تولد من إحساس صادق بالمسؤولية تجاه الآخر.
حتى في المؤتمرات العلمية التي يحرص على حضورها، لا يذهب فقط لتعلّم الجديد، بل ليعود به إلى مرضاه، مساهمًا في رفع جودة الرعاية الصحية في منطقته. يرى في العلم استكمالًا للرحمة، وفي المعرفة وسيلة لخدمة الإنسان بشكل أفضل.
اليوم، وهو يدخل نقابة الأطباء، يحمل تلك الإنسانية ذاتها إلى داخل المؤسسة النقابية، مدفوعًا برغبة صادقة في تحسين واقع الأطباء، وخاصة من أفنوا حياتهم في خدمة هذه المهنة النبيلة دون أن ينالوا التقدير الكافي